تُعدّ أديس أبابا وجهة تشهد إقبالاً متزايداً من السياح لتمضية أروع العطلات في القرن الإفريقي. يزخر وسط المدينة بهندسة معمارية تخطف الأنفاس، فضلاً عن مقاهي محليّة واستراحات مفعمة بالحيوية تقدّم عروض موسيقى الجاز الممتعة. توجّه إلى خارج المدينة لتشاهد أروع المناظر الطبيعية، حيث تُلقي الجبال الصخرية ظلالها على المساحات الخضراء الهادئة وتجوب الحيوانات البرية المراعي الذهبية.
تفضّل بزيارة الصروح الدينية
تُشكّل هذه المدينة الإثيوبية بوتقة لمختلف الأديان والمعتقدات، ويظهر ذلك جلياً من خلال المعالم الدينية المتنوّعة المنتشرة في أرجائها. استهلّ جولتك بزيارةٍ إلى كاتدرائية الثالوث المقدّس التي تعلوها تماثيل ملائكة وصلبان. ثمّ توجّه إلى جنوب المدينة لتمتّع ناظريك بالأعمدة ناصعة البياض والقبب المكسوّة بالنحاس لكاتدرائية مدهين عالم وهي ثاني أكبر كاتدرائية في أفريقيا. كما ستجد في أنحاء أديس أبابا مجموعة واسعة من المساجد والمآذن الشاهقة التي تلامس عنان السماء وتزيّن الأفق بأنماط مذهلة وألوان غنيّة.
تعرّف على تاريخ إثيوبيا العريق
تحتضن أديس أبابا مختلف أنواع المتاحف التي ترضي جميع الأذواق، بدءاً من قصص مملكة الحيوانات المشوّقة في متحف التاريخ الطبيعي وصولاً إلى القصص الحزينة والمفجعة التي عاشها السكّان خلال فترة حكم نظام لجنة ديرغ في متحف شهداء الإرهاب الأحمر التذكاري. أمّا إحدى أبرز المعروضات في المدينة فهي أحفورة الهيكل العظمي المُلقَّبة باسم "لوسي" في المتحف الوطني الإثيوبي والتي يعود تاريخها إلى 3 ملايين عام. تُعتبر رؤية هذه الأحفورة تجربة مميّزة تستعرض أمامك التطوّر المذهل الذي شهدته البشرية على مرّ القرون.
استكشف الحياة البرية الآسرة
تجوب الحيوانات البرية بمختلف أحجامها أنحاء إثيوبيا وتؤدّي دوراً جوهرياً في الحياة اليومية في أديس أبابا. كما تتنقّل قطعان الماعز والحمير البرية بحثاً عن أماكن جديدة للرعي بين الشوارع فيما تشمخ في الخلفية المباني الزجاجية الحديثة. أمّا القرود والضباع التي تعيش في ضواحي المدينة فتلعب وتقفز بين الأشجار بينما تسبح طيور البجع الوردية بهدوء في بحيرات فوهات بركانية مجاورة. وإذا أردت اختبار تجربة سفاري متكاملة، فاحجز إقامة في أحد المتنزهات الوطنية العديدة في البلاد والتي يمكن الوصول إليها بالسيارة أو على متن رحلة جوية داخلية.
تنعّم بتناول أشهى المأكولات المحلية
تلذذّ بأشهى الأطايب المحلية التي ترتكز على مختلف أنواع التوابل واللحوم الطرية وحبوب القهوة الغنية. تفضّل بزيارة المطاعم المفعمة بالحيوية في حيّ بياتزا في وسط المدينة وتناول خبز إينجيرا التقليدي برفقة أصدقائك مع أشهى الصلصات والتغميسات الزاخرة بالتوابل الفوّاحة. واجعل ختام وجبتك مسكاً مع فنجان من القهوة الإثيوبية التي يتمّ تخميرها في وعاء من الفخار يسمّى "جيبينا" وتُقدَّم سادة. تُعدّ حبوب البن المحلية من أفضل أنواع البن في العالم فهي تتمتّع بشذا مميز ومذاق لا مثيل له.
استكشف المنطقة المجاورة
ستجد خارج حدود المدينة باقة واسعة من المعالم السياحية، وثمّة معلمان مميّزان يسهل الوصول إليهما إذا استأجرت سيارة. توجّه إذاً إلى بلدة بيشوفتو القريبة التي يتطلّب الوصول إليها ساعة و20 دقيقة، وتأمّل بحيرات الفوهات البركانية الرقراقة التي تركد بمحاذاة المباني المجاورة. ولا بدّ من تخصيص يوم لزيارة الموقع الأثري المعروف باسم "تيا" والمدرج على لائحة اليونسكو لمواقع التراث العالمي، وهو يبعد أقلّ من ساعتين بالسيارة عن المدينة. كما تتزيّن تلال الأرياف بحجارة قديمة تحمل رموزاً غامضة تعود لأيّام غابرة.